عن مركز دراسات القبائل العربية

مركز دراسات القبائل العربية (تحت التأسيس)

مركز دراسات متخصص بالقبائل والعشائر, يهدف لتجديد الهوية العربية الأصيلة وإعادة الإعتبار لثقافة وقيم القبيلة وترسيخ دورها الوطني والتاريخي ودعم التنمية والأمن الاجتماعي. يضم مجموعة من الخبراء وباحثين مؤهلين أكاديمياً في عدة تخصصات, إضافة لعدد من الناشطين المتعاونين ميدانياً, يعمل في مجال الدراسات والأبحاث الاجتماعية المتخصصة يتناول الأحداث والمتغيرات الاجتماعية والوطنية المرتبطة بالقبائل العربية ويسعى لوضع برامج وخطط لتطوير أبناء القبائل بهدف تفعيل دورهم في مجتمعاتهم. يرحب المركز بالتعاون والمشاركة مع المراكز البحثية لوضع الدراسات بين يدي الخبراء وصناع القرار بهدف تكوين رؤية واضحة عن الواقع المعاصر واستشراف آفاق المستقبل.

مقدمة :
مع أولى سنوات القرن الحادي والعشرين بدأت ملامح واقع جديد تفرض نفسها على الشأن الاجتماعي – الوطني في عدة بلدان عربية, وانعكست آثار الأحداث المفصلية والتاريخية على شكل تحولات كبيرة وعميقة, على المشهد المضطرب الذي عايشته القبائل العربية في هذه البلدان, كان من نتائجها غياب شبه تام لدورها الذي كان يُعتقد بأنه قوي وحاسم في الأحداث الكبرى. وكان لافتاً أن الحالة الراهنة أظهرت تراجعاً خطيراً في الثوابت والمرتكزات وكشفت عن تهديداً حقيقياً بتغريب أبناء القبائل وتغيير هويتهم العربية والإسلامية.

لقد أثبتت نتائج التطورات الكبيرة التي عصفت بالمنطقة العربية, أن السياسات التي انتهجتها الأحزاب والنخب السياسية والثقافية خلال المائة عاماً الماضية شملت عدة مراحل متتالية, كان لها تأثير كبير وأكثر من المتوقع في وصول القبائل لمرحلة من الضعف والوهن حتى أصبحت عاجزة عن اتخاذ قرار جماعي مدافع عن وجودها وكيانها ومنحاز لأصولها وثوابتها بما في ذلك موقف وطني مساند لمصلحة البلاد وكرامة الشعب التي تعد جزء لا ينفصل عنه.

بعد نقاش مستفيض مع عدد من المتخصصين بعلم الاجتماع رأى بعضهم بأن القبيلة لا تمتلك الأدوات اللازمة لصناعة رأي عام واتخاذ قرار جامع وبالتالي يجب علينا الاعتراف بوجود شرخ كبير داخل هذه الكيانات بشكل فردي أو جماعي, فيما رأى البعض الآخر أن هذا الخزان البشري المهم يحتاج لنقلة نوعية من الأساليب القديمة التي تجاوزها الزمن إلى الوسائل الحديثة المنظمة للمجتمعات, وهذا يعني الحاجة الماسة لجهود علمية تعمل على تطوير القبيلة ووضعها على الطريق الصحيح من خلال دراسة المتغيرات التي طرأت على واقعها ومبادئها وجعل رابطة الدم والتحالفات فيما بينها عنصراً لصمودها ومنعتها, والبحث في وضع الحلول الناجعة للمشاكل المتراكمة التي أدت لهذه الحالة المتردية.

نبذة تاريخية :
تمتاز الأمة العربية بأنسابها واعتزازها بنقاء الدم عن بقية الأمم, وكل عربي في المدن والأرياف والبادية ينحدر من أصول قبلية سواء كان متصلاً بالكيان المنتمي إليه أو منفصلاً عنه, هذا العامل شكل عنصر قوة في وجه الهجمات الخارجية والأفكار الدخيلة, وبالعودة إلى الحقب الماضية من التاريخ نجد أن القبائل في الوطن العربي تعرضت أثناء الفترة الأخيرة من حكم الدولة العثمانية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لتحول كبير في وسائل ونمط العيش وما رافقها من تغييرات على الوضع الداخلي لهذه الكيانات وخارجها وفق مبادئ حسن الجوار والأمن الاجتماعي ضمن المنطقة الواحدة.

ثم سارت على نفس المنهجية التي رسختها المرحلة الزمنية وتطور الدولة والمجتمع, أنظمة الحكم في هذه البلدان خلال فترة الحكم الاستعماري الأجنبي التي كان للقبائل حضور كبير غير معترف به في الثورات الرافضة له, ثم فترة حكومات الاستقلال وما تلاها, التي أتبعت نخبها السياسية بما فيها الأحزاب القومية والإسلامية فكراً غربياً غير منسجم مع الواقع الاجتماعي للبلاد بتركيزها على السلبيات وتجاهلها للإيجابيات التي تتمتع بها القبائل وصورتها ككيانات اجتماعية رجعية مناقضة ومعادية للدولة المدنية الحديثة.

من هنا بدأت مرحلة من التهميش والإقصاء وإلغاء دورها في العمل الوطني, باستثناء حالات قليلة اضطرت معها الأنظمة الحاكمة للاستعانة بالقبائل للوقوف مع السلطة في وجه القلاقل الأمنية والمشاكل الكبيرة التي عجزت عن حلها, بالإضافة لاستخدام بعض الشيوخ والوجهاء في الانتخابات التشريعية لإضفاء شيء من الشرعية عليها من خلال اللعب بالتوازنات الاجتماعية ودعم وتقريب الموالين واستبعاد وتحجيم المناوئين لها وصناعة وجوه جديدة من المتنفذين.

الأهمية :
يرى عدد من الخبراء والباحثين بأن القبيلة تشكل اليوم حالة ضمير وطني وخط الدفاع الأخير عن هوية عدد من البلدان المهددة في ثوابتها واستقلالها ووحدة ترابها ومجتمعها, وشددوا على صلة الدم ووشائج القربى والاتصال العضوي لنسيجها الاجتماعي بين كافة البلدان العربية من الخليج إلى المحيط وأكدوا بأن هذه العوامل تشكل عمقاً استراتيجياً لكافة البلدان يجب تفعيلها والعمل عليها ليصبح لها وقعاً ملموساً ومردوداً يحقق لها المساندة المطلوبة ويعزز ثباتها أمام الهجمات الأجنبية والدخيلة.

من هذا المنطلق أكدت مجموعة من الحكماء والخبراء والكفاءات العلمية من أبناء القبائل العربية على أهمية المرحلة المصيرية التي تمر بها هذه البلدان وإيماناً منهم بأن للقبيلة دور مهم في ترميم النسيج الوطني وتثبيت دعائم الأمن الاجتماعي وإجهاض محاولة بناء مشاريع أجنبية وتشكيل تنظيمات إرهابية ومشبوهة, ولتحقيق هذه الأهداف وتعزيز التأثير الإيجابي للنخبة المثقفة من أبناء القبائل, أوصوا بتأسيس “مركز دراسات القبائل العربية”, للبحث في مناهل الشعب الاجتماعية ومرتكزاته الوطنية وأعرافه وقيمه الأخلاقية الحقيقية.

يعتمد “مركز دراسات القبائل العربية” في منهجه وعمله على الأسس والوسائل التالية :

  1. يعمل المركز على إعداد ونشر دراسات وبحوث ومقالات وترجمة مؤلفات وإقامة مؤتمرات وندوات ومحاضرات وطباعة كتب ونشرات تحلل الواقع في شتى مظاهره وجوانبه الاجتماعية وإيجاد الحلول للمشاكل والعقبات التي تعيق وضع القبيلة على الطريق الصحيح في تثبيت هويتها ومرتكزاتها ومكانتها الوطنية.
  2. يتبنى المركز الوسائل الحديثة في تنمية الموارد البشرية لتأهيل الكوادر المتعلمة من أبناء القبائل ورفع مستوى كفاءتها وتدريبها وفق برامج متطورة لإعداد القادة وصناعة الرأي العام والتأثير الإيجابي في مجتمعاتهم.
  3. يسعى المركز لتهيئة مواد المعرفة وقواعد البيانات الإحصائية والوثائق واستطلاعات الرأي والكتب ومصادر المعلومات عن مختلف شؤون المجتمع القبلي, والقيام بتصنيفها وتجهيزها لمختلف أغراض البحث العلمي وتكوين مكتبة متكاملة لهذا الغرض.
  4. غايات المركز وأهدافه تتطلب أن يعمد إلى مخاطبة جميع فئات المجتمع بمختلف الشرائح والاختصاصات بالشكل والأسلوب المناسبين, وباستخدام أفضل وسائل الاتصال الإعلامي والثقافي الممكنة دون الانحياز لفئة سياسية أو حزبية معارضة للحكومات أو موالية لها.
  5. يرحب المركز بالتعاون الأكاديمي والمشاركة العلمية والمعرفية وتبادل الخبرات مع مراكز الدراسات في الوطن العربي وكافة أنحاء العالم لإثراء تجربته البحثية وتطوير أساليبه ووسائله للوصول إلى أعلى المستويات المهنية في مجال اختصاصه.
  6. لا يشترط المركز شروطاً مسبقة للمساهمة فيه من حيث هوية الباحث وآراءه ولا يطلب إلا أن يكون متفقاً مع أهداف المركز, لذا فإن المثقفين العرب من مختلف الاتجاهات مدعوين للمساهمة في نشاطات المركز الذي يتبنى الحوار العلمي والبحث الموضوعي.
  7. يعتمد المركز في تمويل نشاطاته وفعالياته على التبرعات والمساعدات المادية التي يمكن أن يحصل عليها من الشخصيات والشركات والمؤسسات التي تبدي الرغبة في تقديم المساعدة دون فرض شروط أو قيود على عمل المركز وأهدافه وتوجهاته.
زر الذهاب إلى الأعلى